الثلاثاء، 7 فبراير 2023

نظرة لكتاب أعلام المؤرخين - د. رجب محمود بخيت

 


فكرة عرض الكتاب نفسها تستحق التوقف كثيرا

الكتاب نافذة مطلة على كبار المؤرخين .وهو يشكل بلا شك تجربة فريدة تستحق أن تعمم على باقي أعلام المعارف

.أنا قرأت الكتاب بفضل الله مرتين و كان الباعث على اختياري لقراءتة حبي لدراسة التاريخ و إدراكي لأهميته فى ترسيخ الحق أو إبطال الباطل لكن كانت بتقابلني مشكلات تواجه أي قارئ سطحي [أعني قارئ للقشور لا أنه لا يهتم بما وراء الحدث و ابعاده و أسبابه و نتائجه ] لا مدقق محقق للتاريخ أبرزها بشكل واضح:

أن المؤرخ قد يبتعد عن الحقيقة سواء عن عمد لتعمد تشويه الحقائق التاريخية كما يذكر فى المثال : أنها كلمات حق أريد بها باطل.

أو كان ابتعاده -بناء على وقوعه فى أخطاء منهجية -

فكيف لي أن اقرأ التاريخ كما يجب له أن يكون ؟

من هنا تظهر حتمية امتلاك أدوات النقد التاريخي .

فها هنا تظهر أهمية الكتاب فلن يتسن لي إني أمتلك تلك الأدوات إلا بالغوص فى كتب أعلام – أكابر- هذا العلم .و كيف لي أن أعلم أهم تلك الكتب- نظر لضيق الوقت - إلا إذا ألقيت الضوء على هؤلاء الأعلام ؟

الكتاب بيلقي الضوء على عدة محاور منها

1-تفوق المؤلف

و 2-ما أتى به من جديد ثم يتناول

3- من أثنى عليه من العلماء

4- و الرد على بعض الاعتراضات على المؤرخ

5- و منهجه فى سرد الأحداث –التدوين-

6و ذكر تنبيهات –خصوصا العقدية و إن كان لم ينبه على هذا و إنما يستشف ذلك مثلا من تعريفه لابن عساكر ص 30 –

7ومآخذ و عيوب المؤرخ- إن لزم ذلك -انظر ابن الجزري :"أخذ العلم من الصحف" -


ولا يفوته 8 -ذكر تحمل الؤرخ المحن فى سبيل إظهار الحق

9-وذكر أهم مشايخ المؤرخ و تلامذه

10و رحلاته العلمية ومن تأثر بهم

11- و المواقف التى يقتدى بها من حياته

12وذكره الشهادات الأروبية لإسهاماته

13وثقافة المؤرخ- إن سجلها -

14وذكر أهم أقوال المؤلف –انظر ترجمة ابن حزم حيث اطنب في ذلك-

15و عوامل و مصادر ثقافته خصوصا و إن أثرت على كتاباته كذكره أثر تولى المناصب لكل من المقريزي و الماوردي

كما يتناول المؤلف 16المراجع التى استند إليها المؤرخ في كتاباته –انظر مجير الدين الحنبلي العليمي مثالا-

و أهم ما تناوله الكتاب الذى نحن بصدده – من وجهة نظري - هو أن 17 المؤلف يرحج الخلاف عند وجود ثمة خلاف بشأن المؤرخ مع ذكره أحيانا لسبب الترجيح

و يروق لي ذكر المؤلف لمراجع ترجمة (التعريف بــ ) المؤرخ سواء كان هذا فى نهاية كل فقرة أو قبل البدء و عند الانتهاء من ترجمة المؤرخ .

كما أنه قد ترجم لأسرة المؤرخ أو بعض العلماء فى الهامش و أرى أن الهامش فى ترجمة أسرة المؤرخ هو المكان الأفضل بدلا من بسط حديث طويل عن أسرة المؤرخ بشكل ممل كما هو الحال عند التعريف بأسرة الحافظ ابن حجر

و كما يتناول المؤلف 18- أسماء ً لأعمال المؤرخ سواء مؤلفات أو شروحات إلخ ،

مفردٍ نبذة عن أشهره الكتب فتتكون بها تصور شامل عن الكتاب

19- منبها على طرق مطالعة الكتاب

و الإفادة 20- بذكر ما إذا كانت تلك الأعمال مطبوعة أم مخطوطة –ولم تطبع-

21وكما يذكر مراجع العلماء التى ذكرت أسماء تلك الأعمال العلمية أو نصوص منها كما يظهر ذلك جليا أثناء الحديث عن" الأعمال العلمية المقريزي"

22 و التباينات-الفروق- بين طبعات الكتاب "انظر: الحديث عن كتاب الأعلام للزركلي"

23 ومن ثمَ اللغات التى ترجم إليها أعمال المؤرخ

ولا يتوقف عند هذا بل 24- ينبه أحيانا إلي أهم ما كـُتِبَ فى مبحث تاريخي يبحثه أشهر كتاب للمؤرخ كما نرى فى ترجمة المؤرخ الأمام السمعاني

يُذكر أني قد أمضيت وقتا اعتبره قصيرا فى قراءة الكتاب وقد سهل علي ذلك طبيعة المادة البحثية المتنوعة للكتاب كما مر

بالإضافة إلى تعدد المؤرخين الذين تناولهم الكتاب بالترجمه فكان شيقا فى مادته يطوى أي شعور بالممل ويزيد من التعطش اللازم و الجوع الدائم للتطلع لقراءة المزيد من صفحات الكتاب

هذا و قد ذكر المؤلف فى نهاية كتابه ترجمة له وهو أمر قيم بلا شك تفتقده الكثير من الكتب

و إن كنت أعتقد أن المؤلف –بما قرأت له - يملك من الخبرات و المؤهلات ما يستحق التدوين غير ما ذكره لكن رأينا فيما رأينا أن تواضع أغلب من يترجمون لأنفسهم يخرجون بنبذات مختصره و كنت اقترح أن يتولى ذلك أحد تلاميذه المقربين إليه

مآخذ لا تفسد رؤيتي الطيبة للكتاب

لكني وجدت المؤلف لا يطنب –يكثر- أو يبسط الحديث كما يليق بتقديم بعض مشاهير العلماء كما هو الحال فى ترجمته لابن كثير

بل ولا يُخفي تواضعه فى ترجمته لمن يظهر أهميتهم "كمؤرخين " من ثنايا الكتاب نفسه –طالع ترجمة ابن خلكان -

كما وجدته يتواضع فى سرد المعلومات التى يقدمها كترجمة لبعض أعلام المؤرخين مما يدفع القاري لأن يتسائل بكل تعجب عن المغزى و السبب وراء تقديم هذا المؤرخ كأحد أعلام المؤرخين كما هو الحال فى ترجمته لمحمد بن شاكر الكتبي صاحب كتاب الوفيات ص 386

و رأيت تكرارا لا فائده [ظاهرة] منه سواء ً عند ذكره لاسماء مصنفات المؤرخ – السيوطي مثالا ً - أو عند ذكر ثناء العلماء عليه دون أضافة فائدة

– كتكرار نفس كلام أبو القاسم صاعد فى ثناءه على ابن حزم انظر ص 305 ، 306 ، 307 – و عند ذكر المنزله – انظر ترجمة القاضي عياض ص 358 ، 360

– أو عند تكرار أسماء بعض المشايخ و التلاميذ – انظر ترجمة ابن قتيبه-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك المنشور

موضوعات ذات صلة

موضوعات مشابه