السبت، 22 مايو 2021

اقتباسات | مقدمة مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية لراهب من دير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر

اقتباسات مقدمة مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية بالمقارنة مع النص العبري و القبطي الصعيدي و البحيري - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر الناشر الدير المذكور ، المطبعة جريس تيم 01223109646، ط 1 أغسطس عام 2017 .

طائفة الناشر : أقباط أرثوذكس


لتحميل صفحات الاقتباسات: 
اضغط هنا

الكتاب بالكامل متاح نت 


(الترجمة السبعينية :

هي أقدم ترجمة باللغة اليونانية القديمة للكتاب المقدس العبري، (...) كانت في الأصل الاسم المميز لما ترجم إلى اللهجة الشعبية اليونانية Koine Greek لأسفار موسی الخمسة في الإسكندرية، في زمان حكم بطليموس الثاني فيلادلفوس ملك مصر (285 - 247 ق.م) بواسطة اثنين وسبعين شيخا من شيوخ إسرائيل، ومنها أطلق عليها لقب "السبعينية، ثم أصبحت تطلق على الترجمة اليونانية لكل أسفار العهد القديم. بالنسبة لأسفار التوراة فقد ترجمت تقريبا في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم تبعها ترجمة بقية الأسفار التي جمعها عزرا، وكملت الترجمة قبل عام 132 ق.م.

لاقت تلك الترجمة قبولا كبيرا من الجاليات اليهودية المنتشرة خارج فلسطين، وتشهد بهذا رسالة أرستیاس. نـَسب فيلو الفيلسوف اليهودي ويوسيفوس المؤرخ اليهودي لمترجميها الوحي الإلهي، وآثرا الاقتباس من نصوصها في كتاباتهم)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 7

------------

يتابع فيقول :

( ثم تبنتها الكنيسة الوليدة في الكرازة بالمسيح. اعتبرها كل من العلامة أوريجينوس وق. هيلاري أسقف بواتييه مستندا مستقلا وموحی به لإظهار العهد القديم، ويقول ق. هیلاري عن مترجميها: "أولئك السبعون شيخا الذين كانت لهم معرفة بالناموس والأنبياء، الذين تجاوزوا حدود وغموض الحرف" ، كما كان يكن لها ق. أوغسطينوس مكانة كبيرة، حتى أنه اعترض على قيام ق. جيروم بترجمة العهد القديم من العبرية لللاتينية.)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 7

------------

(استمر التمسك بالسبعينية باحترام كبير في القرون الأولى، وظلت هي " الكتب المقدسة" لآباء الكنيسة الأولى، وصارت هي المصدر الرسمي لترجمة أسفار العهد القديم للشعوب التي لا تعرف العبرية واليونانية.)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 7 و 8

------------

(أما عن أهم مخطوطات السبعينية الموجودة لدينا الآن، فأهمها هي المخطوطة الفاتيكانية B (القرن الرابع 325م - 350 م )، والمخطوطة السينائية (...)(منتصف القرن الرابع)، والمخطوطة السكندرية A (القرن الخامس)، والمخطوطة الإفرايمية (القرن الخامس)، والمخطوطة المارشالیانية Codex Marchalianus (كتبت في مصر في القرن السادس الميلادي) ويرمز لها ب Qوهي موجودة الآن في مكتبة الفاتيكان.)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 8

------------

( رغم أن النص السبعيني لا يختلف كثيرا في مضمونه عن النص العبري الموجود بين أيدينا  الآن، والمعروف باسم "الماسوري‘‘ Massoretic text، إلا أن هناك بعض الاختلافات التي لا يمكن أن تنتج عن سوء ترجمة أو عدم دقة. والحقيقة أن هذا الأمر شغل الكثير من الآباء والدارسين والعلماء لسنوات طويلة، فالبعض يعزي وجود الاختلاف إلى أن الترجمة السبعينية لیست ترجمة حرفية بل ترجمة تفسيرية، كما أن التعبيرات الأدبية العبرية تختلف عن تلك الموجودة في اليونانية، إذ أن المترجمين قد وضعوا في اعتبارهم بالتأكيد أنهم يخاطبون شعوبا ذات ثقافة وحضارة مختلفة عن ثقافة وحضارة اليهود، ومختلفة أيضا من جهة الحقبة الزمنية. على سبيل المثال ما جاء في (مز 47: 9) عبري ( 46: 9 ) سبعينية، إذ يقول النص العبري: "لله مِجان الأرض" بينما يقول النص السبعيني "لله أقوياء الأرض" ، إذ أن الاستعارة الموجودة في النص العبري لن تصل للقارئ اليوناني بنفس المعنى، فاضطر المترجم لاستخدام تعبير آخر للاحتفاظ بالمعنى الأصلي. مثال آخر ما جاء حرفيا في ( مرا 5: 4 )  في العبري " الذين تربوا على الدودي" ، وفي النص السبعيني " الذين تربوا على حبوب الرمان"، والمقصود من كلتا الآيتين: "الذين تربوا على لبس القرمز. وسبب الاختلاف هو أن اليهود كانوا يستخرجون القرمز من الدود، بينما  اليونانيون كانوا يستخرجونه من الرمان، فبالتالي لم يكن القارئ اليوناني ليفهم معنى الدودي، فوضعها المترجم بالصورة التي يفهمها، محافظا على المعنى.

لكن الأكثرية تميل إلى أن الترجمة السبعينية قد ترجمت عن نص عبري أقدم من ذاك المستخدم كمصدر للنص الماسوري وللفولجاتا، إذ أن الأخيرين متقاربان بنسبة كبيرة. وهذا الأمر اتضح بالأكثر بعد اكتشاف مخطوطات قمران؛ مثال لذلك ما جاء في (إش 36: 11 )، إذ يقول النص الماسوري " في آذان الشعب"  بينما يقول النص السبعيني "في آذان الرجال" ، وكان المعتقد قبل اكتشاف مخطوطات قمران أن هذا الاختلاف ناتج عن ترجمة بتصرف، لكن وجدت الآية بعد ذلك في مخطوطة (1Qlsa a) عبري، من مخطوطات وادي قمران، بهذا الشكل: "في آذان الرجال"، مما يبين وجود أكثر من نص للمصدر العبري لدى قاتني قمران.)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 8 و 9

------------

(أما عن أهميتها، فقد كانت مصدر اقتباسات المسيح من العهد القديم، وكذلك كـُـتاب العهد الجديد، ثم كانت مصدر تفاسیر كل الآباء الناطقين باليونانية، وأغلبية الآباء الناطقين باللاتينية، وقد كانت مصدر ترجمة العهد القديم إلى نـٌسَخ القبطية بلهجاتها، واللاتينية القديمة (فيما عدا الفولجاتا)، والسريانية (فيما عدا البشيتا)، والسلافية والأرمينية والجيورجية والإثيوبية.

يقول Archer وChirichigno إن هناك 340 اقتباسا في العهد الجديد من السبعينية، بينما هناك فقط 33 اقتباسا من النص العبري" )

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 9

القول بأن المسيح اقتبس منها فيه نظر أو لنكن أدق لا دليل على تحقيقه و إن إمكن 

------------


(وعن أهم الفقرات التي يظهر فيها المسيح مقتبسا من النص السبعيني:

1- ما جاء في (عب 10: 5) ”لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: «ذبيحه وقربانا لم ترد، ولكن هيأت لي جسدا" ، وهو ما قد جاء بالحرف في (مز 39: 6) سبعينية، وكذلك في ترجمتي سيماخوس و ثيئودوتون"، بخلاف ما يقابله في العبري (40: 6) ذبيحة وتقدمة لم تـُسَرَّ. أذني فتحت ". وعن السبب في اختلاف الترجمة هنا هو أن العبد قديما كان يضع حلقا في أذنه مظهرا مَن هو سيده، وبالتالي فالمقصود من تقديم الأذنين لله هو تقديم الطاعة، بل وكل الجسد لله. والمزمور هنا هو نبوة عن تجسد الابن بجسد قد أعده له أبوه.

2- اقتباس الرب يسوع في (مر 7: 6- 8 ) مما جاء في (إش ۲۹: ۱۳) حيث تقول السبعينية: ”باطلا يعبدوني، وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس" تماما مثلما جاء في إنجيل مرقس، بخلاف العبري الذي لم يذكر "باطلا يعبدوني"

 3- في (مت 21: 16 ) يتساءل الرب يسوع: "أما قرأتم قط: من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحا؟" ، وهو ما يتوافق تماما مع (مز8 : 2) سبعينية، بخلاف ما جاء في نفس المزمور في النص العبري: "هیأت قوة")

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 9 و 10

يتابع فيقول :

(أما عن أهم اقتباسات التلاميذ والرسل في العهد الجديد من السبعينية، فهناك ما جاء في (مت 1: 23) عن الولادة من العذراء، إذ قد اقتبس ق. متي من (إش 7: 14) سبعينية: "ها العذراء تحبل" ، بخلاف ما جاء في النص العبري، إذ أن كلمة(...)  (almah / عالمه) تشير إلى الصبية، والتي قد تعني عذراء، أو امرأة غير متزوجة، أو امرأة شابة، بدون معني محدد.

٣- في (أع 10: 17) يقول ق. يعقوب: "سأرجع بعد هذا وأبني أيضا خيمة داود الساقطة، وأبني أيضا ردمها وأقيمها ثانية، لكي يطلب الباقون من الناس الرب" مقتبسا من (عا ۹: ۱۱، ۱۲) قاصدا أن الكنيسة، التي هي إسرائيل المجددة والمبنية من جديد، هي لكل المؤمنين، بمن فيهم الأمم. أما النص العبري لعاموس فيقول: "في ذلك اليوم أقيم مظلة داود الساقطة، وأحصن شقوقها، وأقيم ردمها، وأبنيها كأيام الدهر. لكي يرثوا بقيمة أدوم وجميع الأمم الذين دُعي اسمي  عليهم" ، والذي يحمل معنى انتصار إسرائيل على الأمم، وليس خلاص الأمم

4- (1 بط 4 : 18 ) هي اقتباس تام من (أم ۱۱: ۳۱) سبعينية: "إن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران؟»، بينما النص العبري يقول: "هوذا الصديق يجازي في الأرض، فكم بالحري الشرير والخاطئ" 

- في (1 کو15: 55 ) يقتبس ق. بولس من (هو 13: 14): "أين شوكتك یا موت؟"، وهو ما يتطابق مع السبعينية، بخلاف العبري الذي يقول: "أين أوباؤك يا موت؟"؟

- جاء في (عب 1: 6 ) ولتسجد له كل ملائكة الله" ، وهو ما قد جاء في (تث 32: 43 ) سبعينية وسط الآية، لكنك لن تجدها في نفس الآية في النص العبري.

وغير ذلك من الاقتباسات، على سبيل المثال وليس الحصر:

(مت 3: 3) و (مر 1: 2) من (إش 40: 3 ) ؛ (مت 12: 21) من (إش 42: 4)؛ (مت ۱۳: 14، 15 )  من( إش 6: 9 ، 10) ؛ (لو 3: 5، 6) من (إش 40: 4، 5 )؛ (لو 4: 18) من (إش 61: 2 ) ؛ (يو 12: 34 ) من (مز 89: 36) ؛ (يو 12: 38)  من (إش 53: 1)  إذ لم تـُذكر جملة "یا رب" في العبري، (أع 2: 19، 20)  من (یوئیل ۲: ۳۰، ۳۱)، (أع 2: 26)  من (مز 16: 9) ؛ (أع 2: 28) من (مز 16: 11 ) ؛ (أع 4: 26 ) من (مز 2: 2 ) ؛ (أع 7: 14) من (تك 46: 27) ، و (خر1: 5) حيث يذكر اسطفانوس أن الخارجين من مصر كانوا 75 نفسا ، بينما العبري يقول ۷۰ ؛ (أع 7: 43) من (عا 5: 26) ، (أع ۸: ۳۳) من (إش 53: 8 ) ؛ (أع ۱۳: 34)  من (إش 55: 3)؛ (رو 2: 24) من (إش 52: 5)؛ (رو 3: 4) من (مز 51: 4) ؛ (رو 3: 12)  من (مز 14: 3)؛ (رو 3: 14) من (مز10: 7) ؛ (رو 9: 28 )  من (إش ۱۰: 22، 23) ............)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 10و 11 

(كل هذا يؤكد أن النص السبعيني كان معتمدا بالنسبة للرب يسوع وللرسل، ومن بعدهم من الآباء الرسوليين وآباء القرون الأولى.)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 11و 12

------------

(أما بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فالعهد القديم هو الترجمة السبعينية، إذ قد تـُرجمت عنها أسفار العهد القديم كاملة، بما فيها الأسفار القانونية الثانية، إلى اللهجات القبطية، أقدمها الصعيدية في غضون القرنين الثاني أو الثالث الميلاديين، وكذلك الفيومية والأخميمية، والبحيرية في القرن الرابع. من ثم فإن الكنيسة القبطية في كل صلواتها الليتورجيا - سواء التي تصلى باليونانية أو بالقبطية البحيرية - تعتمد على الترجمة السبعينية)

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 11

------------

ثم يقر الراهب اعتراف قوي 

(ولولا قیام دار الكتاب المقدس بطبع النسخة العربية المترجمة عن النصوص العبرية للعهد القديم، والمعروفة بنسخة فان دايك، لما عرفنا سواها – الملخص: أي الترجمة السبعينية .انتهى - كترجمة للعهد القديم. )

مراثي إرميا عن الترجمة السبعينية - ترجمه و قدم له راهب من دير الأنبا انطونيوس ، بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر ص 11

وهذا رد صارخ على من يزعم يستحيل استحالة التحريف فالقوم من الغفلة عن نصوصهم الأصلية و مدى اتفاقها و اختلافها مع النص الذى كُتب باللغة الأصلية فكم بالحري بالنصوص الأخرى فسبيل اكتشاف التحريف كما يقول الأنبا شنود المقارنة إن غاب عن العوام وغير المتمكنين جدا من الكهنة [تذكر اقتباس ستيفن ميلر و روبرت هوبر: تاريخ الكتاب المُقدَّس, دار الثَّقافة – صـ154.] معرفة وجود هذه النصوص الأخرى التى تتم بها المقارنة 

ملاحظة الترجمة المذكورة بها هوامش تفيد بيغاب أو تبديل أو زيادة بعض العبارات أو الألفاظ عن العبرية الماسورية أو القمرانية أو عن باقي الترجمات فليُراجع إذا لم نضمها للعصير 


اهدي هذا العمل إلى الأستاذ الكريم أحمد سبيع ، فك الله أسره ،ورده سالما إلى أهله ، وحفظه من كل مكروه و سوء 


الحمد لله الذى تتم بحمده الصالحات 

كما علمنا ديننا من لم يشكر الناس لا يشكر الله أتقدم بالشكر لكل من الأخوة الأكرام : محمد شاهين الملقب ب"التاعب" ،  أيمن تركي ،  ديدات أبو إسلام وسام ،  مسلم عبدالله ، أبو عمار الأثري، كرم عثمان ، طارق عز الدين ،أبو أيوب الغرباوي،الحاخام المسلم ، إبراهيم عبدربه ، معوض توفيق ،إظهار الحق، كريم إمام ، سعيد ديدات، أحمد سردار  فلولا فضل الله ثم دعمهم ب بالمراجع أو بإجابة الاستفسارات أو بالتشجع أو النشر ما كان لهذا العمل ليستمر 

كما أتقدم بجزيل الشكر للباحثة الأستاذة إيمان يحي و الأستاذ الوهاني لكرم هداياهم القيمة ذات العلم النافع و أخيرا لا أنسى أخى نور المصرى الذى حرص على التحاقي بالمستوى الأول و الثاني من برنامج صناعة المحاور

لا تنسوهم وجدي و جدتى من صالح دعاءكم 

ملاحظة هامة الاقتباسات لا تعبر عن إيمان المدون بل هي محض اقتباسات تفيد فى حوار المسلم مع الآخر فى محاولة لإيجاد خلفية مشتركة فى الحوار بما يعتمده الآخر من مراجع (من فمك أدينك).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك المنشور

موضوعات ذات صلة

موضوعات مشابه