الجمعة، 21 أبريل 2017

تحت وطئة محاكم التفتيش جاليليو يرمي آرائه العلمية بالزندقه و يتعهد بالتبليغ عن الهراطقة



ننصح بقراءة محاربة قادة الاصلاح الديني الانجيلي (البروتستانتى) للعلم كتمهيد
من كتاب رجال عاشوا للعلم - مجموعة مؤلفين منهم جيمس نيومان و ميشيل ويلسون 
ترجمة : أحمد شكري سالم 
مراجعة : محمد مرسي أحمد
مكتبة الأسرة 2001
ملاحظة بالاقتباسات أخطاء فى الإملاء وفى بعض الحروف تصحيحها بديهي لذا تركناها دون تصويب مراعاة لدقة النقل-قدر المستطاع - عن الأصل .
كما أنني لا أوافق على استخدام عبارة المرحوم فى وصف أبو جاليليو و أفضل استبدال عبارة الكتاب المقدس ب كتاب النصارى
(كانت النتيجة الأساسية لأعمال جاليليو خلال حياته بأكلمها هي استخلاص أدلة جديدة تعضد نظرية كوبرنيكوس عن النظام الشمسي و تقديم التفسير الميكانيكي لحركة الأجرام فى هذا النظام .)
ص 26

(لقد ارتطم جاليليو فى أخريات أيامه بلجان التحقيق الرومانية . كان جاليليو يرى أن الكتاب المقدس لم يكن يهدف الى تعليم العلوم ، وعبر عن ذلك الرأي فى خطابه الشهير الذي بعث به الى الدوقة العظيمة كرستينا .
قال أن كلمات الكتاب المقدس يجب ألا تؤخذ حرفيا ، و ان ما  جاء فى الكتاب المقدس بخصوص دوران الشمس لم يكن يرمي الى تأكيد نظام مركزية الأرض . وانما كان مجرد تعبير عما نشاهده و نعبر عنه كل يوم . (ونحن ما زلنا نتحدث حتى اليوم عن بزوغ الشمس و غروبها ).
ومن هنا كان جاليليو يرى أنه من ميسور المرء أن يقبل النظام الكوبرنيكي ، ويظل فى نفس الوقت كاثوليكيا طيبا غير حانث ، بأية حال ، بالكتاب المقدس .)
ص 26
ثم يذكر الكاتب بأن جاليليو بالرغم من أنه ظل فى فينيسيا التى كانت تعتبر نفسها مستقلة عن حكم بابا الكاثوليك إلا أن شهرته التى أصابته مع كشوفه الأولى دفعته إلى أن ينتقل إلى فلورنسا .غير أنه لم يعذب خلال المدة التى مكثها فى سجن التحقيق على خلاف ما حدث لـ برونوا من حرقه حيا - ص 36و 37  - ، (حيث كان قد بلغ التاسعة و الستين ، وصحته متدهورة . ولقد كتب ثلاثة أطباء ، فى معرض محاولتهم تجنيبه المحاكمة ، عام 1633 ما يلي : " من الواجب اعتبار حالته الصحية و أن أي سوء يصيب صحته قد يؤدي بحياته ". ان هذا الرجل المسكين الذي طحنته رحا المجلس المقدس للكنيسة التى لم يتوقف عن ولائه لها ،، " اعترف " بعد التحقيق المتكرر معه :
" أقسم أنا جاليليو جاليلي ، ابن المرحوم فنسنزو جاليلي الفلورنسي ، و أنا أبلغ من العمر سبعين عاما ، و أنا أركع لتحاكموني ، أيتها الكاردينالات المبجلون القائمون على التحقيق باسم الكنيسة العامة للقضاء على الهرطقة و المروق ،و أنا أضع أمام عيني الكتاب المقدس و ألمسه بيدي ،و أقسم أنني آمنت دائما و أنني سأومن فى المستقبل بمعونة الله بكل كلمة جاءت فى الكتاب المقدس ، وبكل تعاليم كنيسة روما . ولما كان المجمع المقدس قد طلب الي أن أتخلي عن الفكرة الخاطئة القائلة بأن الشمس تقع فى المركز ولا تتحرك ، ولما كان قد حرم على أن أومن بهذه الفكرة الخاطئة أو أدافع عنها أو أقوم بتعليمها ... فانني على استعداد أن أنزع من أذهانكم و من ذهن كل مسيحي كاثوليكي ، هذا الشك العنيف الذى راودكم بحق من جهتي .و انني بناء على ذلك ، و بقلب مخلص و ايمان راسخ ، ألعن و أحقر هذه الأخطاء الزندقة و كافة الأخطاء و الآراء المضادة لما تقوله الكنيسة المقدسة و أقسم أنني لن أذكر فى المستقبل ، كتابة أو شفاهة ، ما من شانه أن يثير الشك ضدي ، بل انه ما ان يصل الى علمى شىء بخصوص أي شخص بهذه الهرطقة أو يشك فى ايمانه ، فانني سأحيط المجمع المقدس أو المحقق فى مكان وجودي ، علما بما وصل الى . و أقسم ، علاوة على ذلك ، انني سأحقق كافة الالتزامات التى وضعها المجمع المقدس أو سيضعها على كاهلي . فاذا حدث أني خرقت عهودي و تعهداتي أو حنثت فى قسمي ( وليجنبني الله ذلك !) فأنني أعرض نفسي لكل الآلام و العقوبات التى قررتها الكنيسة المقدسة ضد الملحدين ومن شاكلهم . فليعاونني الكتاب المقدس . و الذي ألمسه بيدي و أنا جاليليو جاليلي أقسم و أتعهد و أغل نفسي بما تعهدت به و أقرر أمام الشهود انني كتبت هذا بمحض ارادتي و انني قد تلوته كلمة اثر كلمة " .)
ص 37و 38
وكما يذكر الكاتب فإن هذا لم يمنع جاليليو من نشر كتابه الأخير الهام "العلوم الحديثة " الذى نشر سرا . ص 38

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك المنشور

موضوعات ذات صلة

موضوعات مشابه