الأربعاء، 22 فبراير 2017

حنفاء عرب قبل بعثة النبي محمد

كان  بالعرب  مجموعة ممن احترموا عقولهم ولم يدنسوا أنفسهم بعبادة الأصنام التى لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ومن هؤلاء الرجال قس بن ساعدة الإبادي و ورقة بن نوفل و زيد بن عمرو بن نفيل و عثمان بن الحويرث و عبيد الله بن جحش و أميه بن أبي الصلت . 
كان هؤلاء الرجال يتمتعون بفطرة سليمة "ويروى  أن أربعة منه وهم زيد بن عمرو بن نفيل و ورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث ،اجتمعوا يوما ً فقال بعضهم لبعض : ( والله ما قومنا على شيء ، أخطأوا دين إبراهيم ،حجر نطوف به لا يضر ولا ينفع ولا يسمع ولا يبصر ؛ التمسوا لأنفسكم دينا غير هذا الدين ). نعلم أنهم لم يرتحوا لعبادة الأصنام ،وفي الوقت ذاته لا يعرفون الطريق السليم إلى عبادة الله كما عبر عن ذلك زيد بن عمرو بن نفيل ( يا رب لو أني أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم ) وبعض هؤلاء حاول الخروج من حيرته فأعتنق النصرانية وهو ورقة بن نوفل .ومن مات منهم لا يشرك بالله شيئا ولا يعبد الأصنام فإنه يعتبر قد مات مسلما ً مثل قس بن ساعدة .  فيروى أنه عندما جاء وفد قبيلة إباد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم :"ما فعل قس بن ساعدة " قالوا : هلك أي مات .قال النبي :" أما أني سمعت عنه كلاما ً ما أرى أني أحفظه " فقال بعضهم :نحن نحفظه فقال النبي :"هاتوا "  أي أسمعوني ، فقال قائلهم : وقف قس بن ساعدة فى سوق عكاظ فقال :  (أيها الناس اسمعوا وعوا ، كل من عاش مات وكل من مات فات ؛ وكل ما هو آت آت ، ليل داج و سماه ذات أبراج ونجوم تزهر و بحار تزخر ، جبال مرساة و أنهار مجراة ، إن فى السماء لخبراً ، و إن فى الأرض لعبرا  ً ، أرى الناس يمرون ولا يرجعون أرضوا بالأقامة فأقاموا ، أم تركوا فناموا . ثم أنشأ الرجل يقول : أقسم قس  بالله قسما لا إثم فيه ،أن لله دينا  هو أرضى مما أنتم فيه ) فلما سمع رسول الله  هذا الكلام أقبل على الوفد و قال : "هل وجد لقس بن ساعدة وصية؟" فقالوا نعم له صحيفة تحت رأسه مكتوب فيها :
يا ناعي الموت و الأموات فى جدس * * عليهم من بقايا ثوبهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم ** كما ينبه من نوماته الصعق
منهم عراة و موتى فى ثيابهم ** منها الجديد ومنها الأوراق الخلق
فقال النبي بعد سمع هذه الأبيات:"والذى بعثني بالحق لقد آمن قس بالبعث".
تنبيه بسيط
غني عن البيان أن ورقة بن نوفل قد آمن بالنبي كما نص الحديث المذكور بباب الوحي فى صحيح البخاري وكما ذكر فأنه رفض التعبد لما لا يسمع ولا يبصر ،فلا ايقونات ولا تماثيل ولا أيا من تلك الوثنيات التى تغرق فيها الطوائف النصرانية تقليدية 
دوافع التدوين
لاحظت أن مجموعة من المنصرين يدعون كذبا أن أمة العرب لم تعرف التوحيد قبل بعثة النبي ولهم فى ذلك دوافع خبيثة ولك وا أسفاه فلو كلف هؤلاء أنفسهم قدر من عناء البحث لعلموا أن من العرب من تعبد بما بقي من شريعة إبراهيم وهذا ما نـُقل عن كتاب :دراسات فى السيرة النبوية و عصر الخلفاء الراشدين و الذى ألفه لجنة من أساتذة جامعة الازهر واختص تحديدا بركن السيرة كل من أ.د.عبد الشافي عبداللطيف و أ.د محمد جبر أبو سعده أستاذي التاريخ الإسلامي بكلية اللغة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك المنشور

موضوعات ذات صلة

موضوعات مشابه