الأربعاء، 16 مارس 2022

عصير| مقدمة إلى أسفار العهد القديم - مقالات القس هادي غنطوس

 

عصير| مقدمة إلى أسفار العهد القديم [وهي مداخل نقدية]  - القس هادي غنطوس ،مجلة النشرة ، يصدرها السنودس الإنجيلي الوطني فى سورية و لبنان



متجدد فى نفس المشاركة بإذن الله


طائفة الناشر : إنجيليين . وقد اعتمدت على نسخ موقع المجلة


1

 من مقالة : مقدمة إلى أسفار العهد القديم [الحلقة الخامسة و العشرون ] مقدمة إلي سفر إرميا مجلة النشرة ، فصل أول ،عام 2017

 رابط تصوير الصفحات المقتبسة :

https://drive.google.com/drive/folders/12HYEPI-5A4Ycf8-ij0pIRdW1XvTMWUzk

يتفق كثير من الباحثين أن الجزء الأكبر من إرميا يعود لما بعد فترة السبي 

وأنه مر بمرحلة طويلة من التحرير و إعاداة التحرير 

الكثير من التعديلات  تنتمي إلى خطوط لاهوتية مختلفة 

(بحسب إرميا 1: 1 و 51 : 64  فإن السفر يتضمن «دِبْري» (كلام، أعمال) النبي والكاهن إرميا بن حلقيا الذي كلمه به الرب في السنة الثالث عشرة لحكم الملك يوشيا (حوالي 627 ق.م) وسبي أورشليم (في 586 ق.م). لكن محتوى السفر يظهر أن أساس السفر هو ما قد يعود إلى الفترة التي عاش فيها إرميا، بحسب سفر إرميا، أي بداية القرن السادس قبل الميلاد؛ في حين أن هناك الكثير من المقاطع والتعديلات التي أدخلت على السفر في مرحلة لاحقة وتنتمي إلى خطوط لاهوتية وأيديولوجية مختلفة. ودعونا نشير هنا، على سبيل المثال لا الحصر، إلى أن الوجود الواضح والمثبت لعملية بيع الممتلكات إنما يعود إلى الفترة الهلنستية اليونانية والرومانية، وإلى أن بعض المقاطع في السفر ترسم للنبي صورة معلم للتوراة بطريقة تعود إلى فترة ما بعد السبي.

نتيجة لذلك يتفق كثيرون من الباحثين على أن الجزء الأكبر من سفر إرميا يعود إلى فترة ما بعد السبي (الحقبة الفارسية)، وليس فترة ما قبل السبي؛ وأن السفر قد مر برحلة طويلة من التحرير وإعادة التحرير قبل بلوغه شكله النهائي الذي نعرفه به. سفر إرميا الموجود في كتابنا المقدس اليوم يعود إلى أصوات لاهوتية وأقلام أدبية متنوعة تنتمي إلى مدارس لاهوتية مختلفة، تبدأ في بداية القرن 6 ق.م. وتمتد حتى ترجمة وتأليف النسخة اليونانية السبعينية للعهد القديم في القرن ۲ ق.م. )

مجلة النشرة ، فصل أول ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 4و 5

يوجد الكثير من التناقضات بين نصوص إرميا نتيجة التعديلات الكبيرة و اختلاف المدراس اللاهوتية التي تقف خلفها

اختلافات كبيرة وواضحة فى إرميا بين العبري الماسوري و اليوناني السبعيني

( نظرة أدبية

يتميز سفر إرميا بعدم وجود تسلسل واضح، بالإضافة إلى غياب التوافق والاتفاق، ووجود الكثير من التناقض بين النصوص التي يتضمنها. من يقرأ سفر إرميا يستطيع أن يلاحظ عدم وجود تسلسل زمني للنصوص، وما تشير إليه وترويه. ويعود ذلك، في الدرجة الأولى، إلى التعديلات الكبيرة التي طرأت على السفر خلال فترة كتابته وتطوره، والنصوص الكثيرة التي تم إدخالها في مواضع مختلفة من السفر وأدت إلى فقدان التسلسل الزمني النصوص السفر بشكله الحالي. أما التناقض وغياب التوافق بين نصوص السفر المختلفة فيعود إلى اختلاف المدراس اللاهوتية التي تقف خلفها، كما سنرى لاحقا. بالإضافة إلى ذلك، يعاني سفر إرميا من عدم وجود نهاية واضحة للسفر، حيث أن أصحاحا کاملا ، هو الأصحاح 52،  يأتي بعد إعلان انتهاء كلمات (أو أعمال) إرميا في 51: 64. 

نتيجة لكل ذلك يصبح وضع بنية هيكلية واضحة للسفر أمر معقدا وصعبا. ومما يزيد في صعوبة الأمر هو تعدد النصوص وأدراج الأسفار التي يشير إليها السفر على أنها متضمنة فيه، بعد أن كانت، بحسب السفر، مستقلة بحد ذاتها في فترة سابقة(30 - 33 ؛ 36 - المخلص:أي ارميا 36: أعداد من 30إلى33 .انتهى) - كما يتميز سفر إرميا بوجود اختلافات كبيرة وواضحة بين نسخته الموجودة في الكتاب المقدس العبري، وتلك الموجودة في النسخة اليونانية السبعينية منه، وبشكل أكبر مما هو موجود في معظم الأسفار الأخرى في العهد القديم. وأهم الاختلافات بين النسختين هي أن نص إرميا الموجود في النسخة السبعينية هو أقصر من نصه الموجود في النسخة العبرية بحوالي 12- 13 ٪، وأن النسخة السبعينية تتضمن حوالي مئة كلمة غير موجودة في النسخة العبرية. كما أن ترتيب محتوى السفر يشهد اختلافا كبيرا بين النسختين بعد الآية25: 13 أ . فبعد عبارة «وأجلب على تلك الأرض كل كلامي الذي تكلمت به عليها»، وعوضا عن عبارة «كل ما كتب في هذا السفر الذي تنبأ به إرميا على كل الشعوب» (25: 13 ب )، يتضمن النص الموجود في الترجمة السبعينية النبوءات ضد الأمم، والتي تمتد من25: 14 إلي31: 44  بدلا من موقعها الموجود في النسخة العبرية (والمعتمد في الترجمة العربية)، حيث تحتل تلك النبوءات الجزء الأخير من السفر (الأصحاحات 46- 51). بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلاف واضح بين النسختين في ترتيب وتسلسل تلك النبوءات ضد الأمم. حيث تأخذ في النسخة السبعينية الترتيب التالي: عيلام، مصر، بابل، الفسلطينيون، أدوم، العمونيون، قیدار، دمشق، موآب، تسلسل لا يتميز بأي منطق خاص. في حين تأتي تلك النبوءات في النسخة العبرية (والترجمة العربية) بترتيب مختلف يتجه من الغرب إلى الشرق وتأتي فيه بابل في المركز الختامي، على الشكل الآتي: مصر، الفلسطينيون، موآب، العمونيون، أدوم، دمشق، قیدار، عیلام، بابل. ويمكن تلخيص الترتيب المختلف لأصحاحات سفر إرميا، بين النسختين العبرية والسبعينية، على الشكل الآتي: )

مجلة النشرة ، فصل أول ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 5و 7

و يضع جدول في ص 6 بالاختلاف سواء فى الكملتا أو فى الترتيب بين النص الماسوري و النص السبعيني 


أمثلة على اختلاف النظريات اللاهوتية 

(نظرة لاهوتية

تشير آخر الأبحاث التاريخية إلى أن إرميا النبي الشخص قد قام بممارسة دعوته ودوره النبويين، وأن كتابة إرميا النبي للسفر بدأت وسط انقسام حاد وصراع شرس بين أربع جماعات مختلفة من الشعب (مسبيي 597 ، مسبيي 586، مسبيي 582، والباقين في الأرض)، كانت تتبنى تياراً من تيارين مختلفين متنازعين في يهوذا. من جهة، تیار قومي يتبع ويتابع سياسة يوشيا ويعلن أن يهوه لا بد وأن يحارب إلى جانب يهوذا، شعبه المختار، في محاولته للتوسع وفي مواجهته مع أعدائه، وعلى رأسهم أمبراطوريات بلاد ما بين النهرين، سواء الأمبراطورية الآشورية، أو من بعدها الأمبراطورية البابلية. ولذا، يدعو هذا التيار يهوذا إلى محاربة جميع «أعدائه» باسم الرب الذي سيحارب عنه؛ ويرى كل سقوط يهوذا عقوبة من يهوه نتيجة لعدم طاعة يهوذا له، ويدعوه بالتالي، مراراً وتكرارا ً بعد كل سقطة، لكي يعود إلى الله ويلتزم بشريعته ويحارب باسمه، واثقا من نصرته له، ومن جهة أخرى، تيار عالمي يرى في أن موت يوشيا يثبت بأن سياسته، واللاهوت الذي يقف وراءها، والذي يعتبر بأن يهوه يحارب إلى جانب يهوذا، شعبه المختار، إنما هو لاهوت وسياسة خاطئان، بما أن يهوه هو إله كل الكون، الذي يرفض أي عنف أو حرب باسمه، ويعلن أن نتيجة عنفٍ كهذا، أو حرب، إنما هي دمار شعبه قبل غيره؛ وعليه، تنتمي جميع أجزاء سفر إرميا ونصوصه المختلفة، والتي تمت كتابتها من قبل جماعات شعب الله المختلفة، والتي تمت إضافتها خلال مراحل كتابته وتطوره المختلفة، والتي امتدت إلى عدة قرون، إلى إحدى هاتين المدرستين اللاهوتيتين اللتين تتبنيان الخطين اللاهوتيين المختلفين والأيديولوجيتين المختلفتين اللتين تقفان بشكل واضح وراء سفر إرميا، الأمر الذي أدى إلى تضمن إرميا لخطين لاهوتيين، وأيديولوجيتين رئيسيتين مختلفين، إلى جانب مجموعة من الإضافات الأخرى.

الخط الأيديولوجي واللاهوتي الأول هو خط يرفض مفهوم المجازاة ورؤية سقوط أورشليم كعقوبة يمكن تـَجَنُّبُها، والقيام بدفع الرب للمحاربة عن الشعب وتخليص الشعب بمجرد التوبة. ولذلك، فهذا الخط يحذر الشعب من محاربة البابليين باسم الرب ومحاولة الاستعانة بالمصريين للتغلب عليهم؛ على العكس، يدعو الشعب إلى الخضوع للبابليين، ويعلن الرجاء للجماعة المسبية، كما للجماعة الباقية (7: 1- 3، 5- 14، 17- 19 ، 30- 34 ؛ 8: 1- 3 ؛ 24: 1- 10 ؛ 25: 9 ب ، 11 ب – 12 أ ، 18؛ 26: 1- 4 ، 6 أ ، 9 أ ، 10- 16 ؛ 27: 1 – 22 ؛ 28: 1- 7 ، 10- 17 ؛ 29: 1 – 7 ، 10 – 14 ، 16- 19 ، 24- 32 ؛ 44: 7 ، 9- 10 ، 12 – 23 ، 26 ، 28- 30). 

أما الخط الأيديولوجي واللاهوتي الثاني فهو خط وطني ذو لاهوت تقليدي يتبنى مفهوم المجازاة (الثواب والعقاب) ولذلك يرى سقوط أورشليم كعقاب من الله على خطيئتها. ولذا يعارض هذا الخط، ويهاجم الموقف المؤيدَ للبابليين، ويعلن مجيء الدينونة على يهوذا كما على جميع الأمم الأخرى بما في ذلك بابل، ويعتبر أن سبب تلك الدينونة هو تمرد بني إسرائيل منذ خروجهم وتحررهم من مصر حتى سبيهم وما وراءه رغم كل تحذيرات الأنبياء، الأمر الذي جعل يهوذا يستحق العقاب ومعاناة مصير الأمم الأخرى ذاته. ويدعو هذا الخط يهوذا إلى محاربة البابليين باسم الرب والتعاون مع المصريين في سبيل تحقيق النصر (7: 4، 13 ب ، 15، 16، 20، 21- 28 ؛ 11: 14 ؛14: 11 ؛ 25: 1- 5 ، 8 – 11 أ ، 13 – 17 ، 19 – 33 ؛ 26: 5- 9 ، 17- 19 ، 24؛ 28 : 8- 9 ؛ 29: 8- 9 ، 15 ، 21- 22 ؛ 35 : 1- 19 ؛ 44: 1- 4 ، 11، 27 ). 

بالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لذلك التنوع اللاهوتي، فإن عدة مقاطع في إرميا تعلن أن فرصة التوبة قد انقضت منذ فترة طويلة، وأن العقوبة آتية لا محالة (14: 11- 12 ؛ 17: 4 ) ؛ في حين أن مقاطع أخرى تعتبر بأن تجنب الدمار القادم ممكن عن طريق التوبة (7: 5- 7 ؛ 18: 1 – 11) . في الوقت ذاته، ينسحب التنوع الموجود في السفر على صورة إرميا نفسه الذي يُعرَف على أنه نبي العقاب (1: 15؛ 28: 8- 9 ؛ 52 ...)، أو النبي الباكي (9: 1 )، ولكن سفر إرميا يتضمن أيضا كلمات رجاء ووعد (3: 12- 18 ؛ 23: 5- 8 ، 31 ؛ 32....)

يعتقد الباحثون أن الخط اللاهوتي المنفتح، «المضاد للأصولية» والمعارض للحرب باسم الرب هو الخط الأساسي لسفر إرميا ويعكس لاهوت إرميا النبي، الذي يتبنى في السفر لاهوت رجاء يدعو إلى قبول الدمار على أنه جزء من الحياة لا يمكن تجنبه، ولا يمكن مواجهته إلا بالحياة والنمو والثقة بوجود إله حياة - لا حرب، يرافق شعبه في كل زمان ومكان. بالمقابل، يعود الخط اللاهوتي «الأصولي» الموجود في إرميا إلى مدرسة لاهوتية تقليدية لم يعجبها موقف إرميا ولاهوته ودعوته، فقامت بإدخال نصوص كثيرة، وإجراء تعديلات كثيرة في السفر، لمواجهة لاهوت إرميا المنفتح بلاهوت تقليدي يصر على مفهوم المجازاة، ويرى المعاناة كعقاب إلهي، ويدعو إلى محاربة «الأعداء» باسم الرب الذي هو إله إسرائيل دون سواها.

انطلاقاً من هذا، يتميز سفر إرميا بأنه يقدم مفاهيم لاهوتية متنوعة عن الله والحياة واختبارات جماعة الإيمان المختلفة لحياتها، في ضوء إيمانها وعلاقتها بالرب، وبأنه يتضمن حوارا ً لاهوتياً حياً فريداً في السفر نفسه بين الأصوات اللاهوتية المتناقضة والمتعاكسة التي تقف وراء السفر، والتي تتحاور وتتواجه حول من يتمتع بفهم أفضل للتاريخ ولعلاقة ذلك بالإيمان، وتجعل أي قراءة تعتمد خطة لاهوتياً واحداً لسفر إرميا - قراءة أخفقت في إدراك غنى السفر ورسالته.)

مجلة النشرة ، فصل أول ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 9 إلى 11

( يمثل سفر إرميا نموذجا مهما لأسفار الكتاب المقدس المختلفة، والرحلة الطويلة من التحرير، وإعادة التحرير، والصراع اللاهوتي الذي عاشته معظم هذه الأسفار في قبل بلوغها شكلها النهائي الموجود في الكتاب المقدس. ويمثل سفر إرميا، بحد ذاته، مكتبة لاهوتية غنية تقدم لمن يُبْحِر فيها حوارا ً لاهوتيا ً مهما بين مجموعة من الأصوات والمدارس اللاهوتية المختلفة والمتناقضة، والتي تمثل مرآة للمواقف اللاهوتية المختلفة التي نتبناها في فهمنا لله وللحياة.)

مجلة النشرة ، فصل أول ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 11

(كما يُظهر لنا سفر إرميا أن النبي الكتابي الحقيقي ليس شخصاً عاش في زمن معين، ولكنه سفر عاش رحلة طويلة من التطور والتحرير قبل بلوغه شكله النهائي الموجود في الكتاب المقدس اليوم. )

مجلة النشرة ، فصل أول ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 11

ثم يتابع يحاول أن يصوغ تبريرا اللاختلافات اللاهوتية الموجودة بين ثنايا السفر كما لو كانت قصدا من الله لتعلمنا رسالة مهمة ! 

---------------------------------------------

2

من مقالة : مقدمة إلى أسفار العهد القديم [الحلقة السادسة و العشرون ] مقدمة إلي سفر المراثي مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2017

 رابط تصوير الصفحات المقتبسة :

عن سفر المراثي يقول القس:

(في التقليد اليهودي، اسم السفر هو قينوت، والذي يعني"مراثي"، كما هو الحال في التلمود البابلي وغيره من الكتابات التي تعود إلى الفترة ذاتها. وتتفق النسخة اليونانية، ومن بعدها اللاتينية، مع تسمية هذا السفر بسفر المراثي (ثرينوي باليوناني، وثريني باللاتيني)

وفي مرحلة لاحقة، أضافت مخطوطات وترجمات كثيرة إلى اسم السفر «المراثي» عبارة «إرميا» أو «إرميا النبي»، ليصبح اسم السفر «مراثي إرميا» أو «مراثي إرميا النبي»؛ الأمر الذي يرتبط بالتقليد الشائع حول نسب تأليف السفر للنبي إرميا. وسنرى في سياق هذه الدراسة فيما بعد معاناة مثل نسب كهذا من ضعف شديد من الناحية التاريخية.)

مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 117


لا يوجد شيء يدعم نسبة المراثي لـ إرميا ، هذه النسبة تعني من ضعف شديد ومفتقرة إلى إي اثبات أو دليل

(أما فيما يتعلق بكاتب السفر، فإن الموقف التقليدي ينسب السفر إلى إرميا، رغم عدم وجود أي شيء في السفر يشير إلى هذا، أو يدعمه. ومن الواضح أن هذا الموقف التقليدي، والذي ينبع من التوجه العام في الكتاب المقدس لنسب الأسفار المختلفة إلى شخصيات مهمة في حياة شعب الله، كموسی وداود وسليمان، يعاني من ضعف شديد، ويفتقر إلى أي اثبات أو دليل. ومن المثير للاهتمام أن هذا الموقف التقليدي إنما يبنى على الإشارة إلى بكاء إرميا في السفر الذي يحمل اسمه (إر 9: 1 )، وإلى رثائه ليوشيا الملك (2 أخ 35: 25 ) وانطلاقاً من ذلك، تضيف النسخة اليونانية السبعينية العبارة التالية في افتتاح سفر المراثي: «...جلس إرميا يبكي، وألف المراثي التالية عن أورشليم، وقال...»، وتضع السفر ضمن الأسفار المنسوبة إلى إرميا، بعد إرميا وباروخ.

ولكن، كما أشرنا منذ قليل، لا تضع النسخة العبرية للعهد القديم سفر المراثي مع سفر إرميا، وبالتالي يشير إلى عدم نسبه أساسا إلى إرميا؛ الأمر الذي يتفق مع طبيعة السفر، والذي هو بوضوح عبارة عن تجميع لخمس قصائد رثاء مختلفة لا تحمل أي منها اسم لكاتبها، تتفق جميعها في أمرين اثنين، وهما: موضوعها الذي يدور حول دمار المدينة والهيكل، وأسلوب كتابتها المتميز، والذي يتبع بأشكال مختلفة تسلسل الأبجدية العبرية (acrostics).)

مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 118

وقد ذكر المؤلف سابقا ص 117 أن السفر ينتمي فى النسخة العبرية إلى قسم أسفار "الكتابات " في حين أن النسخة السبعينية يأتي بعد سفر إرميا 


تحت عنوان رسالة سفر المراثي لنا اليوم :

( وسفر المراثي يعلن لنا بأننا نستطيع أن نسكب قلوبنا، ونعبر عن حزننا، ونصرخ محتجين في وجه إلهنا الذي يعرف جبلتنا واختبر ضعفنا وآلامنا، ويقبل صرخاتنا حتی بوجهه. )

مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2017 القس هادي غنطوس ص 120

---------------------------------------------
3
مقدمة إلي سفر حزقيال مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018

تمهيد 
عن سفر حزقيال يقول القس:
(وبحسب السفر نفسه، فمن المفترض أن النبي حزقيال، كشخص عاش في السبي وقام بكل نشاطه النبوي في بلاد بابل، وغالباً فيما كان يعرف آنذاك بمستوطنة تل أبيب على نهر الخابور قرب مدينة نيبور ( 3: 15 )، وهي إحدى المستوطنات التي كان البابليون قد أقاموها لليهود في السبي. وبحسب عنوان السفر (1: 1- 3)، فمن المفترض أن حزقيال كان ابن كاهن، وبالتالي كان هو نفسه كاهناً. لكن اسم حزقيال، الذي يعني" الله يقوي (هذا الطفل / الشخص)»، أو «نرجو أن يقوي الله (هذا الطفل الشخص)»، لا يظهر في العهد القديم إلا مرة واحدة خارج سفر حزقيال، وذلك في (1 أخبار الأيام 24: 16 )، حيث يشير إلى كاهن يفترض أنه عاش بعد حوالي قرنٍ من الفترة التي يفترض أن حزقيال النبي قد عاش فيها، بحسب سفر حزقيال. ومن المفترض بحسب السفر، أن حزقيال كان ضمن المجموعة الأولى من المسبيين، التي سباها نبوخذ نصر إلى بابل بعد احتلاله مدينة أورشليم في المرة الأولى سنة 598  ق.م (۲ ملوك24: 10 - 17). حيث قام البابليون باحتلال يهوذا وأورشليم وسبي دفعات مختلفة من الشعب على أربعة مراحل (598 ، 595، 592، ومن ثم 586 وهي المرحلة الأخيرة التي دُمرت فيها المدينة وأزيلت المملكة). فحزقيال النبي، بحسب السفر، من المفترض أنه ينتمي إلى المجموعة الأولى من المسبيين (مجموعة 598 ق.م). وبحسب الإيمان الشعبي، فإن النبي حزقيال مدفون في معبد ومزار في منطقة الكفل، قرب مدينة الحلة في العراق، في موقع ليس بعيدا عن موقع بابل القديمة.)
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 53

اعترافات 
-الاختلافات بين قسمي السفر واضحة جدا وتعكس الرحلة الطويلة لتأليف السفر
قسم المؤلف سفر حزقيال إلى 3 أقسام : نبوءات دينونة لإسرائيل ، نبوءات على أمم أخرى ، نبؤات خلاص إسرائيل ثم يقول:
( وباعتبار أن النبوءات ضد الأمم الأخرى (25: 32 ) تتضمن بشكل غير مباشر نبوءات رجاء لإسرائيل بحسب مفهوم ذلك الزمان، وبحسب اللاهوت الذي تبناه حزقيال، بما أنها تحمل رسالة دينونة لأعدائها، فإن السفر، في هذه الحالة، يتألف من نصفين متساويين: النصف الأول (1- 24) يتضمن رسالة دينونة لإسرائيل، في حين أن النصف الثاني (25- 48) يتضمن رسالة رجاء لإسرائيل. ورغم وجود أجزاء مختلفة في كل من النِّصفَيْن، تنتمي إلى النصف الآخر برسالتها ولاهوتها(....) والاختلافات بين النصف الأول للسفر ( 1- 24 ) والنصف الثاني له (25: 48) واضحة جدا لدرجة أن المؤرخ اليهودي القديم الشهير يوسيفوس يعتبر أنهما سفرين مختلفين، ويشير إلى أن حزقيال قد ترك خلفه سفرين، وليس سفرا ً واحداً . لكن تلك النظرة، وإن كانت تعكس الرحلة الطويلة التي مر بها السفر خلال عملية تأليفه، إلا أنها تفشل في رؤية الارتباط الواضح بين النصفين، وأهمية كل نصف منهما في فهم النصف الآخر، على الأقل بالنسبة للسفر بشكله النهائي الحالي.)
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 55و 56

من يدرس حزقيال يلاحظ المعرفة الكبيرة لـ[[[كل]]] ما يجري فى أورشاليم
ثم يقول:
( لوقت طويلٍ لاحظ الباحثون وجود الكثير من حالات عدم التوافق بين ما يدعيه السفر عن إرسالية حزقيال من جهة، والنبوءات التي يُعلنها السفر من جهة أخرى. وبشكل يتحدى التاريخ التقليدي لزمان كتابة السفر. فكل من يدرس حزقيال بأمانة، عليه أن يتعامل مع التناقض الواضح بين المعرفة الكبيرة التي يعكسها السفر بأورشليم، وكل ما يجري فيها من جهة، وادعائه بأنه النبي عرف كل ذلك وهو في بابل، من جهة أخرى .
ورغم ذلك، وحتى بدايات القرن العشرين، تجنب سفر حزقيال البحث النقدي الكبير الذي خضع له سفرا إشعياء وإرميا، والذي تحدى وحدة وتاريخ تأليف كل منهما. حيث اعتبر الباحثون، ولوقت طويل، أن حزقيال يتمتع بخطة عامة واضحة لبنيته الهيكلية، وبوحدةٍ أدبيةٍ لا غبار عليها. لكن مع بدايات القرن العشرين، بدأ العديد من الباحثين بتحدِّ كل ذلك، وبالإشارة إلى وجود العديد من الأسئلة المتعلقة بوحدة السفر وتأليفه. حيث أشار العديد من الباحثين في البداية إلى الاختلافات الواضحة بين الأجزاء الشعرية والأجزاء النثرية للسفر، واقترح العديدون منهم أن الأجزاء النثرية تبدو وكأنها إضافات لاحقة إلى الأجزاء الشعرية التي تشكل الأجزاء الأقدم من السفر. ومن ثم تطور الأمر لتحدي وحدة الأجزاء التابعة لكل نوع من هذين النوعين الأدبيين بحد ذاتها، وتحديد الأجزاء القليلة التي من الممكن أن تعود إلى التاريخ الذي من المفترض أن السفر قد كتب فيه.)
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 56
ثم يقول:
(حاليا، فإنَّ معظم الباحثين يعتبرون بأن سفر حزقيال، كما نعرفه، هو انتاج المرحلة ما بعد السبي، وقد تطور على عدة مراحل خلال تلك الفترة. وهذا السفر يأتي کرد فعل في فترة دمار الهيكل وفي فترة إعادة بنائه، ليعلن، كما سنرى أدناه، أن الله يريد أن يُعيد تأسيس هيكله، لا على قمة جبل صهيون، بل على أساس التوراة وأساس التزام شعبه بها.)
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 56و 57

(في نهاية هذه النظرة الأدبية، من المهم أن نلاحظ أنَّ سفر حزقيال يتضمن عددا ً لا يستهان به من الكلمات والتعابير الصعبة والتركيبات الأدبية، والتنوع في استخدام العديد من التعابير، والتي تقترح العديد من المشاكل المتعلقة بكتابة ونسخ السفر خلال فترة تأليفه ونقله، والتي استمرت لعدة قرون. فأي باحث أمين لا بد وأن يلاحظ، ودون الكثير من العناء، أن اللغة والأسلوب الذين يستعملهما سفر حزقيال يختلفان عن اللغة والأسلوب المستعملين في الأدب النبوي التقليدي.
حيث يتضمن سفر حزقيال العديد من الميزات الخاصة به وغير المعتادة، التي تميزه عن الأسفار النبوية الأخرى. وتتضمن تلك الميزات تعابيرة وأساليب أدبية خاصة، وصورة ولغة رؤيوية مميزة، واستخدام غير معتاد لأنماط أدبية غير نبوية في قلب الرؤى النبوية في السفر.)
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 57
ويتبع المؤلف ذلك بذكر أمثلة ٍ

يتضمن حزقيال ثلاثة أوجه لاهوتية متحاورة 
( نظرة لاهوتية
بجميع المقاييس، هناك ارتباط واضح بين سفري حزقيال وإرميا، سواء من حيث المحتوى أو من حيث الأسلوب. فكلا السفرين يقدمان النبي على أنه يقدم نفسه من خلال كلماته إلى درجة يقترب فيها السفر من اتخاذ شكل السيرة الذاتية. وكلا السفرين يتضمنان تفاعلا واضحا ومميزة مع متلقي السفر 
(....)
 وكما رأينا أعلاه، هناك عدة أصوات لاهوتية تتحاور في حزقيال. حيث يتضمن سفر حزقيال ثلاثة أوجه لاهوتية متحاورة. فهو يشرح ما يقوم به الله من خلال «جلبه» للسبي وتخليه عن عهده مع الشعب. وهو يعلن برنامج الله في إعادة تأسيس عهده مع الشعب في المستقبل. ويجمع كلا الصورتين، ويقوم بتفسير المعنى الذي ينتج عن تسلسل الدينونة وإعادة البناء، لفهم القصد الإلهي وتجنب السقوط في فشل مماثل في المستقبل.)
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 58
رحلة الانتهاء من كتابة التوراة كانت حوالي 400 ق.م
(يأتي سفر حزقيال كجواب لدمار الهيكل، كما كرد فعل ضد محاولة تكرار أخطاء الماضي ومحاولة إعادة كل شيء إلى سابق عهده. سفر حزقيال يأتي ليحذر الشعب من مغبة السقوط في ذلك الفخ، في فترة إعادة بناء الهيكل، وليدرك بأن الهيكل الحقيقي الذي يطلبه الإله، الذي يرافق شعبه حيثما يكون، هو ذلك المؤسس على التزام الشعب بالتوراة التي كانت رحلة كتابتها قد انتهت حديثة حوالي سنة 400 ق.م).
مجلة النشرة ، الفصل الأول ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 59
---------------------------------------------
4
من مقالة : مقدمة إلي سفر دانيال مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018

سفر دانيال غير مرتب الأحداث لذلك حاولت بعض النسخ اليونانية حاولت تظيم تلك الفوضى[على حد تعبيره]
( بالإضافة إلى ذلك، فإن السفر يعاني من وجود مشكلة واضحة في "تسلسل" الأحداث فيه. فبحسب السفر، تدور أحداث الأصحاحات 1- 4 خلال حكم الملك البابلي نبوخذنصر. في حين أن الملك في دانيال 5 هو الملك البابلي بلشاصر، وفي دانيال 6 هو الملك الفارسي داريوس المادي. ومن ثم تعود الأصحاحات 7- 8 تقدم نفسها على أنها تجرى خلال فترة حكم بلشاصر، ليعود السفر مرة أخرى إلى حكم داريوس المادي في الأصحاح 9. من جهته، يضع السفر الأصحاح 10 في زمن جَدّ داریوس، الملك الفارسي الشهير قورش. ولذلك، فليس من المستغرب أنَّ بعض نسخ الترجمة اليونانية القديمة لسفر دانيال تحاول تنظيم تلك الفوضى بأن تضع الأصحاحين7- 8 قبل الأصحاحين 5- 6 ، بحيث يكتسب السفر، على الأقل في الأصحاحات  1- 9 ، بعض التسلسل بالانتقال من نبوخذنصر إلى بلشاصر ومن ثم إلى داريوس. )
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 50
----------
* سفر دانيال يعاني من مشاكل تاريخية ضد التاريخ المتفق عليه
( إذا كان سفر دانيال يعاني، كما رأينا أعلاه، من عدد من المشاكل الأدبية، فإنه يعاني أيضا من عدد أكبر من المشاكل التاريخية. فالسفر يشير في آياته الافتتاحية إلى أن نبوخذ نصر يحتل أورشليم في السنة الثالثة لحكم الملك يهوياقيم على مملكة يهوذا، في حين أن (إرميا25: 1 ) يشير إلى أن السنة الرابعة ليهویاقیم كانت في السنة الأولى لنبوخذنصر. أما المشكلة التاريخية الأشهر في السفر، فهي في اعتباره أن بلشاصر قد حكم عرش بابل بعد نبوخذ نصر، وأن من حكم بعده مباشرة هو داريوس المادي، وكل ذلك يعاني من مشاكل كبيرة على المستوى التاريخي. فمن المتفق عليه تاريخيا أن بلشاصر هو حفيد نبوخذنصر، وليس ابنه. فبلشاصر هو ابن نبونيدوس، ابن نبوخذ نصر وخليفته والملك الأخير على عرش بابل، حيث أنه الملك الذي قضى الملك الفارسي قورش على الامبراطورية البابلية في عهده. أما 
بلشاصر فقد كان ابن نبونيدوس وقائد جيشه وولي عهده، لكنه لم يصل قط ليجلس
على كرسي الحكم، حيث سقطت المملكة في عهد أبيه. أما فيما يتعلق بداریوس، فإذا  افترضنا أن هذا الداريوس هو الملك الفارسي الشهير الذي سمح للمسبيين بالعودة إلى أورشليم وفي عهده ، فهو حفيد قورش، والثالث على عرش الامبراطورية الفارسية، بعد قورش وابنه كامبيزس.)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 50و 51


(في الوقت نفسه، أي قراءة عميقة وأمينة للرؤى الموجودة في دانيال 7- 12 لا تستطيع إلا أن تدرك أن هذه الرؤى لا علاقة لها بزمن الامبراطوريتين البابلية والفارسية، ولكنها تناسب بالأكثر زمن حكم الملك السلوقي أنطيوخوس أبيفانس (أو أنطيوخوس الرابع) (168 – 194 ق.م).)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 51
عرضت هذا الاقتباس [فقط ] على الباحث المتخصص فى اليهوديات "أبو أيوب الغرباوي" عن مدى دقته فقال : قول مجمل لا يُعتد به على هذه الصورة

*المشاكل تطرح تساؤلات حول تاريخية السفر
*أغلب الباحثين المتخصين بدانيال أن السفر كتب فى اليهودية سنة 165 ق.م ،و أنه سرد لما مضى وليس لما سيجري
ثم يطرح إشكال آخر ثم يقول :
(كل تلك المشاكل تطرح تساؤلات حقيقية حول «تاريخية» السفر. ولكن من المهم أن ندرك أن تلك التساؤلات ليست بالجديدة. حيث أن الفيلسوف الروماني بوفيري طرح مثل هكذا تساؤلات منذ القرن الثالث الميلادي، ويعتبر فيها بأن السفر يجب أن يكون قد كتب من قبل شخص كان يعيش في اليهودية في زمن حكم الملك السلوقي أنطيوخوس الرابع، وأن ما يتضمنه السفر هو ليس «إعلانات» لأحداث ستجري في المستقبل، ولكن سرد لأحداث جرت في الماضي.
هذا هو الموقف الذي يتبناه أغلب الباحثين المختصين بسفر دانيال اليوم، حيث يعتبرون أن كتابة سفر دانيال تعود إلى فترة حكم أنطيوخوس الرابع، أي أن السفر كتب حوالي سنة 165 ق.م، الأمر الذي يجعل منه السفر الأخير من حيث زمن الكتابة بين أسفار العهد القديم بنسخته العبرية، أو كما تتبناه الكنيسة الإنجيلية.)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 51و 52
أي أن السفر لا ينسب لدانيال فعلا

ثم يوضح تنبيها حول ما نسبه السفر للملك نبوخذنصر [الجنون المؤقت ] 
(ويعتبر الباحثون اليوم أن قصة جنون نبوخذنصر في دانيال 4، والتي لا نجد لها أية إشارة في أي نص آخر من أي نوع كان خارج سفر دانيال، هي في الواقع تعود إلى التقليد الذي كان شائعة حول الملك البابلي الأخير وابن نبوخذنصر، نبونيدوس، الذي ترك بابل وذهب ليعيش في البرية لعدة سنوات بهدف عبادة الإله سين أو القمر، وهو الإله الذي كان نبونيدوس من أتباعه. وقد حصلت هذه الفرضية على دعم كبير جداً مع اكتشاف نص خاص في نصوص البحر الميت في قمران، يعرف ب"صلاة نبونيدوس" ويشير فيها الكاتب، على لسان الملك، إلى أن نبونيدوس قد أصيب بالتهاب سيء جدا لمدة سبع سنوات في مدينة تيماء، إلى أن قام أحد المسبيين اليهود بتفسير الأمر له.)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 52

*الغالبية العظمى من الباحثين ترجع الشكل النهائي لدانيال للقرن الثاني ق.م 
*حتى التقاليد القديمة أُعيد تحريرها 
*سفر دانيال فى الأصل تعليمي[مما حدث فى الماضي ] لا نبوي [ يتنبأ بالمستقبل]
( كل ما سبق، يدفع الغالبية العظمى من الباحثين للتعامل مع دانيال على أنه قد بلغ شكله النهائي الذي نعرفه عليه في القرن الثاني ق.م، رغم تضمنه العديد من القصص التي تعود إلى تقاليد أقدم، ولكنها خضعت لعملية إعادة تحرير لا يمكن أن تكون أقدم من الفترة الهلينستية (الهلينية)، (أي بعد احتلال الإسكندر الأكبر للمنطقة في حوالي سنة 332 ق.م). تلك القصص تريد أن تعلن لليهود، الذين كانوا  يواجهون السؤال الصعب حول كيفية التعامل مع الثقافة اليونانية الهلنيستية والتيارات المختلفة التي كانت سائدة في اليهودية، في مواجهة تلك الثقافة في ذلك الزمان، والتي كانت تمتد من الرفض الكامل لتلك الثقافة إلى الذوبان الكامل فيها، 
أنه من الممكن للشخص أن يكون، مثل دانيال ورفاقه، ناجحاً في عالم الأمم مع محافظته على أمانته لإيمانه اليهودي، لا بل إن أمانته تلك هي مفتاح ذلك النجاح. سفر دانيال هو سفر يتوجه إلى الممكلة اليهودية التي حكمت فلسطين بعد الثورة المكابية (۱۹۸-۱۹۰ ق.م) ليسخر من «الحكمة» الوثنية ويدعو إلى تبني «الحكمة» الملتزمة بالإيمان اليهودي، والتي تقود من يتبناها إلى النجاح والتفوق في قلب الثقافة اليونانية السائدة.
وهكذا، فليس من المستغرب أن سفر دانيال ينتمي في النسخة العبرية للعهد القديم إلى أسفار الكتابات، إلى جانب أسفار أخرى تحاول أن تتعامل مع تحديات مشابهة كراعوث وإستير وغيرهما. فسفر دانيال هو في الأصل سفر تعليمي وليس سفر نبوي، ولكن السفر يتحول إلى سفر نبوي ويتحول دانيال إلى نبي في النسخة اليونانية السبعينية للعهد القديم، ومن بعدها، في متى24: 15 ومع يوسيفوس، المؤرخ اليهودي الشهير في القرن الميلادي الأول.)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 53


اقتباسات قد تفيد
 ( لكن السفر يتضمن بعدا لاهوتيا إضافيا يتجاوز الشريعة والالتزام بهاء ذلك البعد يتلخص في حصول دانيال على كشف خاص من الله بسبب حكمته. فأبطال السفر هم ليسوا مجرد الملتزمين الدينيين، ولكنهم الحكماء الملتزمون دينياً، الذين يعطيهم الله معرفة خاصة. تلك الحكمة الخاصة تسمح لهؤلاء الحكماء الملتزمين بالتصرف بشكل ملائم.)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 53
----------
 (يعتبر بعض مخطئين أن سفر حزقيال يشير إلى دانيال، ولكن الشخصية التي يرد اسمها مرتين في سفر حزقيال تدعى «دنيل» وليس دانيال، كما تترجم، بشكل مخطئ، في ترجمة فاندايك.)
مجلة النشرة ، الفصل الثاني ،عام 2018 القس هادي غنطوس ص 51
ثم يوضح ما ورد عنه فى النصوص الأوغراتية و سفر اليوبل ا[الأبوكريفي]

---------------------------------------------
مقدمة إلي سفري هوشع و يوئيل مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018

مقدمة إلي سفر هوشع

قسم المؤلف السفر إلى 3 أقسام :

*الفصول من 1 إلى 3 إضافة لاحقة ومتأخرة جدا(ليست أقدم من النصف الـ2 من القرن الـ5)

* الفصول من 4 -11 هي الجزء الأساس و الأقدم ، بضع الأجزاء يعود للنصف الـ 2 من القرن ال8. ق.م وقد تم تجميعها و تطويرها و إضافة أجزاء عليها خلال القرن الـ7 ق.م [سنعلم لاحقا أنه خضع لرحلة تحرير طويلة]

* الفصول من 12- 14 يعةد للقرن الـ6 ق.م 

 ( من الواضح، بالنسبة للمختصين اليوم، أن (هو 1: 1 ) إضافة لاحقة ومتأخرة جدا للسفر، هي وكل القسم الأول (1- 3) من السفر، في حين أن القسم الثاني (4- 11 ) هو الذي يمثل الجزء الرئيس والأساس، بل والأقدم في سفر هوشع، سواء من حيث التأليف أو من حيث التقليد. ويتفق معظم الباحثين حاليا على أن بعض أجزاء هذا القسم إنما تعود فعلا إلى النصف الثاني من القرن ۸ ق.م، وبالتحديد زمن حكم الملك الأخير على عرش المملكة الشمالية، والذي لم يكن اسمه سوی هوشع (2 ملوك 17: 1 – 6 ). وبالتالي، فالكثير من الباحثين المختصين يعتبرون حاليا أن اسم السفر لا يشير إلى كونه، أو بالأحرى كون الجزء الأقدم والأساس فيه، مكتوبة من قبل هوشع أو بيد هوشع، ولكنه يدور حول هوشع، الملك الأخير على عرش السامرة في عشرينيات القرن ۸ ق.م. وبالتالي، فإن هذه الأجزاء التي تعود إلى تلك الفترة، والتي كانت تدور حول الملك هوشع، قد تم تجميعها وتطويرها معا وإضافة أجزاء عديدة عليها خلال القرن ۷ ق.م لتشكيل القسم الثاني (4-11) والأساس للسفر، الذي أصبح يدعى فيما بعد سفر هوشع. ويعتبر الباحثون أن القسم الثالث (12 – 14 ) يجب أن يعود إلى القرن السادس ق.م، في الوقت الذي لا يمكن أن يعود القسم الأول (1-3) إلى فترة تسبق النصف الثاني من القرن 5 ق.م، ومرحلة العودة من السبي وإعادة بناء أورشليم والهيكل، وذلك بسبب الموقف السلبي جدا ً الذي يتضمنه هذا القسم من السفر من السامرة والسامريين.)

مقدمة إلي سفر هوشع مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018 ص 54و 55


*سفر هوشع وُضع على عدة قرون

(كما ذكرنا أعلاه، يتفق الباحثون اليوم على أن (هو1: 1)  والذي يشير إلى أن نبوءات هوشع إنما تعود إلى فترة حكم ملوك يهوذا عزيا، يوثام، آحاز وحزقيا، وفترة حكم ملك إسرائيل يربعام الثاني، هي إضافة لاحقة للسفر، كون يربعام الثاني هو الملك الشمالي الوحيد الذي يذكره السفر، الذي من المفترض أن النبي الذي يقف وراءه قد عاش في المملكة الشمالية؛ الأمر الذي يشير إلى معرفة كاتب هذه الآية بملوك يهوذا أكثر من معرفته بملوك إسرائيل. كما أن قراءة السفر تشير، كما قرأنا أعلاه، إلى كونه قد كتب خلال فترة طويلة من الزمن تمتد لعدة قرون، وإن كانت كتابته من الممكن أن تكون قد بدأت في النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد.)

مقدمة إلي سفر هوشع مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018 ص 55

يُنصح لتكون صورة واضح عما يذكره المؤلف مراجعة التسلسل الزمني لأحداث العهد القديم من: الكتاب المقدس الدراسي (الذى خصص أعلى الصفحة للمملكة الشمالية"إسرائيل" و أسفل الصفحة المملكة الجنوبية "يهوذا" ) مع اختلاف فى تأريخ الحقب مع ما ذكره المؤلف حول يربعام كونها تواريخ تقريبية 


*أساس السفر خضع لرحلة تحرير طويلة

(وعليه فالباحثون يعتبرون اليوم أن أساس السفر يدور حول حكم الملك هوشع وهو ما يقف خلف اسم السفر الذي يشير إلى كونه يدور حول الملك الأخير على عرش السامرة، هوشع بن أيلة، وليس إلى كونه مكتوباً بيد نبي يدعی هوشع. بالطبع هذا

الأساس قد خضع لرحلة طويلة من التحرير والاضافات قبل أن يصل إلى سفر هوشع بشكله النهائي الذي نعرفه به اليوم.)

مقدمة إلي سفر هوشع مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018 ص 56و 57


مقدمة إلي سفر يوئيل

( نظرة تاريخية

العبارة الافتتاحية في سفر يوئيل (1:1) لا تتضمن أية معلومات "تاريخية" عن كاتب السفر أو عن زمن كتابته. كما أن اسم السفر "يوئيل" هو في الواقع عبارة تتألف من جزئين؛ الصيغة المختصرة للاسم الإلهي «یهوه» (المترجم باللغة العربية الرب»، «یو» وهو الاسم الإلهي «إيل» (المترجم باللغة العربية «الله»). وبالتالي، فاسم السفر يعني «الرب هو الله».)

مقدمة إلي سفر يوئيل مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018 ص 59

ثم يقول :

( وتمتد التواريخ المقترحة لكتابة يوئيل لعدة قرون منذ ما قبل السبي إلى ما بعده. لكن أية دراسة جدية لمحتوى السفر لا تستطيع إلا أن تدرك أن العديد من المفاهيم والتعابير في السفر تعود حتما إلى مرحلة ما بعد السبي؛ الأمر الذي يجعلنا نعتبر بأن السفر لم يبلغ شكله النهائي الذي نعرفه به إلا في مرحلة متأخرة بعد السبي.) 

مقدمة إلي سفر يوئيل مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018 ص60


اقتباسات قد تفيد

(إذا ما استثنينا سفر أيوب، فإن سفر هوشع قد يكون السفر الذي يتضمن أكثر المقاطع والتعابير صعوبة وغموضا في كل العهد القديم. وكثيرا ما ينظر لنص السفر، تقليدياً، على أنه أحد أقل نصوص العهد القديم من حيث توافر نسخ موثوقة عنه في المخطوطات القديمة. فلم يعثر بين مخطوطات البحر الميت إلا على مقطع صغير منه، يضم أجزاء من (هوشع ۱: 7- 2 : 5).)

مقدمة إلي سفر هوشع مجلة النشرة ، الفصل الثالث ،عام 2018 ص 53

---------------------------------------------

التعريف بالمؤلف :

القس د. هادي غنطوس، من مواليد دمشق، سورية. 

حاصل على شهادة شهادة ماجستير في الألوهيات (2003)

وماجستير في اللاهوت المقدس – العهد القديم (2007) من كلية اللاهوت للشرق الأدنى في بيروت،

مدرّس مادة العهد القديم في كلّيّة اللاهوت للشرق الأدنى (2006-2012). 

 ودكتوراه في العهد القديم من جامعة بيرن، سويسرا (2010).

يشغل حالياُ منصب أمين سر لجنة الشؤون الكنسية والروحية في السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان(2016-). 

هو عضو في الرابطة الكتابية في إقليم الشرق الأوسط (2007-)، وعضو في الاتحاد الأوروبي للدراسات الكتابية (European Association for Biblical Studies)، كما ويمثل العائلة الإنجيلية على دائرة اللاهوت والعلاقات المسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط.

، وراعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في منيارة، عكار، لبنان.

له كتب وأبحاث ومقالات عديدة بالعربية والإنكليزية والفرنسية والألمانيّة في مجال الكتاب المقدس، اللاهوت وحوار الأديان، وبشكل خاص في مجال العهد القديم


اهدي هذا العمل بشكل خاص إلى الأستاذ الكريم أحمد سبيع ، فك الله أسره ،ورده سالما إلى أهله ، وحفظه من كل مكروه و سوء 

كما علمنا ديننا من لم يشكر الناس لا يشكر الله أتقدم بالشكر لكل من الأخوة الأكرام : محمد شاهين الملقب ب"التاعب" ،  أيمن تركي ،  ديدات أبو إسلام وسام ،  مسلم عبدالله ، أبو عمار الأثري، كرم عثمان ، طارق عز الدين ،أبو أيوب الغرباوي،الحاخام المسلم ، إبراهيم عبدربه ، معوض توفيق ،إظهار الحق، كريم إمام ، سعيد ديدات، أحمد سردار  فلولا فضل الله ثم دعمهم ب بالمراجع أو بإجابة الاستفسارات أو بالتشجع أو النشر ما كان لهذا العمل ليستمر 
كما أتقدم بجزيل الشكر للباحثة الأستاذة إيمان يحي و الأستاذ الوهاني لكرم هداياهم القيمة ذات العلم النافع و أخيرا لا أنسى أخى نور المصرى الذى حرص على التحاقي بالمستوى الأول و الثاني من برنامج صناعة المحاور
لا تنسوهم وجدي و جدتى من صالح دعاءكم 

ملاحظة هامة الاقتباسات لا تعبر عن إيمان المدون بل هي محض اقتباسات تفيد فى حوار المسلم مع الآخر فى محاولة لإيجاد خلفية مشتركة فى الحوار بما يعتمده الآخر من مراجع (من فمك أدينك). 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك المنشور

موضوعات ذات صلة

موضوعات مشابه