تظن الغالبية العظمى من المسلمين ان محاربة المسيحية للعلم و العلماء انما كان قاصرا على الكنيسة الكثوليكية دون غيرها من الكنائس وان قادة الاصلاح الدينى الانجيلي كانوا بمثابة مخلصين للعالم المسيحي من كل ما خلفته عصور الظلام المسيحية لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة و ذلك بالنظر الى امثلة عديدة تثبت ما قلناه اليك مثالا على ذلك
* موقف قادة الاصلاح الديني من نظرية كوبرنيكوس والتى مفادها دوران الارض حول الشمس
- تمهيد
ظلت نظرية بطليموس والتى كانت تقضى بثبات الارض ومركزيتها بالنسبة للشمس خمسة عشر قرنا تقريبا هى المسيطرة على عقل الكنيسة والمسيحيين الى ان اتت نظرية كوبرنيكوس والتى نصت على دوران الارض حول الشمس
- معارضة الثائرين على الكنيسة البابوية لنظرية كوبرنيكوس
و تعليقا على نظرية كوبرنيموس السابق ذكرها قال مارتن لوثر: (يريد ذلك الاحمق أن يقلب علوم الفلك كلها رأسا على عقب ولكن كما يقرر الكتاب المقدس أن الشمس نفسها و ليس الأرض التى أمرها يوشع-يشوع- بأن تقف)_كتب غيرت العالم ,لروبرت ب ز داونز ترجمة امين سلامة ط 1977 صــ227_
كما أكد جون كلفن من كبار قادة الإصلاح الديني أن الارض ثابته مستشهد بالمزمور 93 (وكذلك ثبتت المسكونة لا تتزعزع) وسأل باحتقار :من ذلك الذى يجرؤ على وضع سلطة كوبرنيكوس فوق سلطة الروح القدس ؟
لا عجب اذاً إن كان كوبنيكوس قد حُرب هو و نظريته باسم الكتاب المقدس عندهم من قبل قادة الاصلاح و بالتاكيد من قبل الكنيسة الرومانية- لكننا لسنا فى مجال التحدث عن ذلك الان -,ان نراه يُسطر فى كتابه الى بابا روما بولس الثالث الاتى :(اننى ترددت لمدة طويلة ,هل انشر ما كتبته للبرهنة على حركة الارض او احذو حذو اتباع فيثاغورث الذين دأبوا على الافضاء باسرارهم الفلسفية لاقاربهم و اصدقائهم شفويا و عندما تاملت فى هذا كثير كدت اضع هذا العمل جانبا بسبب الازدراء الذى يحق لي ان اتوقعه لكون نظريني جديدة وعلى نقيض ما يقبله العقل )_كتب غيرت العالم ,لروبرت ب ز داونز ترجمة امين سلامة ط 1977 صــ223_
وانى احيل من اراد ان يطالع مزيدا من الامثلة على محاربة الكنيسة الكاثوليكية و البروتستانتية على حد سواء كتاب بين العلم و الدين لاندرو ديكسون وايت ترجمة اسماعيل مظهر ط1930 الصفحات ما بين 159الى 185
اعتقد اذاً انه من السخافة بمكانة ان يدعي مسيحيى ان من ابرز من قدموا العلوم للبشرية هم مسيحيون وانه ما صدر عن المسلمين سوى التخلف و الرجعية فلولا ان اروبا قد اتخذت من العلمانية مذهبا وضعيا لها ما كان لعلم هولاء ان يجد طريقه الى التطبيق او الى قبول الناس بل كان سيطادر ويقدم الى محاكم التفتيش ويعدم حرقا كما حدث لبرونو و امثاله كما لا ننسى بان المسلمون هم اصحاب لعلوم ٍ شكلت اساسا وقاعدة هامة للعلوم الاروبية امثال الخوارزمي المؤسس المعروف لعلم الجبر فلولا العلماء المسلمون ما وصل علماء المسيحية اولئك الى ما اخترعوه او توصلوا اليه من اكتشافات
المراجع
كتاب الفكر الاسلامي فى مواجهة التيارات الفكرية المعاصرة- د. يحي هشام حسن فرغل
ادعم بمالك حتى تعود القناة الفضائية الوحيدة التى تخصصت فى دفاع عن الاسلام و المسلمين قناة الامة الفضائية
مع التنبيه على اننا لا نمت باى صلة للقناة وجزاكم الله خيرا
لدعم قناة الامة الفضائية يرجى التواصل مع الاستاذ ميسرة احمد عبدالله هاتف رقم 01007208490
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق