الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

رد شبهة صلاة الله على النبي

كتبه الاخ الفاضل
السؤال.: كيف يصلي الله والملائكة على النبي،،؟
الإجابة: الصلاة في اللغة من الصلة والوصل والتواصل
ويختلف معناها بحسب أداة التعدي .. فالصلاة "إلى" غير الصلاة "على"
تعدي فعل الصلاة بأداة الجر (إلى) يكون للوصل إما على محور أفقي أو من أسفل لأعلى،
فإما الصلة بمكان (على محور أفقي) وهي القبلة
(كقول القائل يصلي المسلمون إلى الكعبة بمكة المكرمة في اليوم خمس مرات)
وإما الصلة بالمعبود (من أسفل لأعلى) وهو الله عز وجل
(كقول القائل يصلي المسلمون إلى الله في اليوم خمس مرات)
وتعدي فعل الصلاة بأداة الجر (على) يكون للتفضل بالوصل (من أعلى لأسفل)

أما الصلاة في معناها الشرعي العام فهو طلب الصلة
فالصلاة من الله (على) العباد هو تقريبهم بذكرهم في الملأ الأعلى
والصلاة من الملائكة (على) العباد هو الدعاء بتقريبهم لله والاستغفار لهم
والصلاة من المخلوقين (إلى) الله هو التقرب له بالعبادات
والصلاة في معناها الشرعي الخاص هو الحركات المعلومة في أوقات محددة وبشروط محددة وانتفاء موانع محددة. وهي المعروفة بالقيام والركوع والسجود والقعود في التوجه للقبلة بعد دخول الوقت ورفع الحدث وإزالة النجس وستر العورة ونظافة الملابس والمكان كل هذا بقصد القربى من الله بطاعة أمره بالصلاة.

والذي يسأل عن آية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ... الآية 56) سورة الأحزاب،
يتعامى عن آية أخرى في نفس السورة توضِّح أن صلاة الله ليست خاصة بالنبي فقط بل للمؤمنين جميعاً
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا 43) سورة الأحزاب
ويتعامى عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله "من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً" -رواه مُسلم-
وعن دعاء التشهد في الصلاة المعروف بالصلاة الإبراهيمية الذي فيه (اللهم صلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)
وصلاة الله عز وجل على عباده بذكرهم في الملأ الأعلى لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما بلَّغ عن رب العزَّةِ سبحانه وتعالى "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"
فهذه صلاة الله (على) عباده المؤمنين عموماً والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خصوصاً.

أما صلاة الملائكة (على) العباد، فقد ذكره الله في قرآنه في آيتين
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ*7*) (سورة غافر)
(تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *5*) (سورة الشورى)

وكما أمر الله المؤمنين بالصلاة على النبى فقد أمر النبى كذلك بالصلاة على المؤمنين فقال (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) فليست الصلاة من الله مخصوصة على عبد وكذلك الصلاة من المؤمنين على النبى ومن النبى على المؤمنين .
فلا الصلاة من الله على عباده محصورة بشخص مُعيَّن، ولا هي معناها الحركات المعروفة بقصد التعبُّد، بل هي فضلٌ من الله ونعمةٌ على عباده المؤمنين بتقريبهم له وذكرهم في الملأ الأعلى.
وطاعةً لأمر الله، وحُباً لرسول الله أقول
"اللهم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صلَّيت على إبراهيم إنَّك حميد مجيد
وبارك على مُحمدٍ وعلى آل بيته على أزواجه وذريته كما بارك على إبراهيم إنَّك حميد مجيد"
صلى الله على مُحمَّد ... صلى الله عليه وسلم


هناك تعليقان (2):

  1. من العروف مزو القدم ان الصلاة خدوع وخشوع من الغبد الى سيد السماء كيف يصلى سيدالسما الى عبده وهناك حديث يؤكد ان الله صلى النبى الجنازة من هنا علمنا انه صلى مثل صلاة البشر كيف يصلى رب السما الجنازة على بشر

    ردحذف
  2. آسف على التأخير لكن هذا بسبب عدم متابعتي للتعليقات ينبغى الاتفاق على الأرضية المشتركة حتى يقل الخلاف. الاأرضية المشتركة التى أعرضها عليها : لا سبيل لفهم النص إلا بالفهم الدقيق للغة العربية التى بها يكشف عن كل شكل قد يشكل فهمه . هذا بجوار الإحاطة بنصوص الكتاب ككل أو نصوص الوحى الأخرى كالسنة . ثم التطبيق العملي .
    أما بخصوص الأولى فأعد قراءة المنشور اولا ثم أكد على :
    ((الصلاة في اللغة من الصلة والوصل والتواصل
    ويختلف معناها بحسب أداة التعدي .. فالصلاة "إلى" غير الصلاة "على"))
    وقد توسع المنشور بذكر امثلة اخرى من القرىن تبين أن التعدي بحرف "على" تدل على التقرب بالذكر لا التعرب للعبادة .
    بالنسبة للاحاطة بعامة حالة الرسول فقد أكد القرآن فى عدة مواضع :
    قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ
    نقطة أخرى ما حكم من يعبد إلا الله فى الإسلام الجواب أنه خارج عن الإسلام " كافر" ولو كان من المعبود الرسول . ما الذى تحتاج أكثر من ذلك فى البيان . وما الذى فى تعليق يستحق ألا يندرج تحت وصف " بيان ساقط عن الاعتبار"

    ردحذف

شارك المنشور

موضوعات ذات صلة

موضوعات مشابه